كتب حماده جمعه
يتحرك بخطوات مسرعة كي لا يتأخر عن موعد عمله في ورشة رخام بالبساتين، لكن صرخات طفل منعته من التحرك والتوجه إليه لإغاثته: “حرام عليك يا عم أنت إحنا معندناش غير التوتوك ده بيصرف على الأسرة كلها”.
لم يتردد “أحمد” في الذهاب لنجدة هذا الطفل وتخليصه من عاطلين حاولا سرقته في وضح النهار، فتوجه إليهما وقال لهما: “يا جماعة حرام عليكم سيبوه في حاله علشان ده عيل غلبان، وكمان محدش يعرف ظروف الناس”، فرد العاطلان بقولهما: “خليك في حالك يا ابن…”، وبعدها بدأ المتهمان في الاعتداء عليه لكنه نجح في مقاومتهما وتخليص الطفل منهما.
تدخل المارة ونجحوا في التهدئة بين الطرفين وسلك كل منهما طريق وتوجه “أحمد” وتعلو وجه علامات الارتياح، ولم يدرِ بأن خصميه كانا يعدان له العدة في المساء، وفي أثناء عودة من عمله تفاجأ بكمين من خصميه واثنين آخرين من أصدقائهما واعتدوا عليه بالضرب بالأسلحة البيضاء حتى سقط علي الأرض فاقدًا للوعي، وفارق إثرها الحياه.
وأفادت معاينة النيابة بأن المصاب “أحمد خالد” توفي بطعنة نافذة في البطن تسببت في تمزيق جسده وخروج أمعائه، ما تسبب في وفاته في الحال من خلال استخدام سلاح أبيض “سنجة”.
وألقت الشرطة القبض على المتهمين وبمواجهتهم اعترفوا بتنفيذ الجريمة، وأحيلوا إلى النيابة التي قررت حبسهم على ذمة التحقيقات، وجدد قاضي المعارضات حبسهم 15 يومًا.
كان قسم شرطة البساتين تلقى إشارة من مستشفى البركة، بوصول “أحمد خالد”، 27 عاما، عامل رخام، وتوفي فور وصوله إلى المستشفى، وانتقلت قوة أمنية لمحل البلاغ، وبدأت في كشف ملابسات الحادث حتى ألقت القبض على منفذي الجريمة.
